26 Aug
26Aug

باستطاعتي الآن أن أخطّ هذ الاعتراف، لا أدرِ ما إذا كانت هلوسات وحيد كالعادة، أم محضُ حقيقة متوارية. الساعة الحادية عشرة ليلًا، كما دومًا؛ أُهيءُ المكان لسهرة قاحلة، أستند على طاولة آيلة للسقوط. ربما تخذلها إحدى أقدامها وتخذلني فتقع كومة الفوضى على الأرض. أجلس – ككل الأشياء المبتذلة التي تُروى – أحمل سيجارة، وأبلّل جفاف معدتي بقهوة باردة. أذوب في موسيقى تركيّة، كأنها نار تلتحف هذه الجلسة المملّة.
أراقب الساعة/ في هاتفي/ على الحائط/ في هذا المعصم الأيسر. تنداح الوجوه على الأوراق، هذا جدّي. تندلق القهوة على ثيابي، هذا أنا. يموتُ نصٌ لم ينتهِ، أتمادي في فشلي بتدارك ما يجري، هذا أنت. أبتلع تذمّري، يعلق في حنجرتي سؤال، هذه رام الله، لا إنها بغداد!
تمرّ حافلة من أمامي – ببطء – تقطع كل مساعي هروبي من الواقع، أجترُّ تذمّري، يموت جدّي، أضيع أنا، وأنت لم تأتِ.
يوميًا كل ذلك يحدث، بذات الوقت والانتظار والصدمة. لم أرَ أرضي بعد، وأتساءل ما جدوى هويّة تدوّن عنوانًا لا نستطيع الذهاب إليه، ما جدواها !؟

إياد عاشور


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.