28 Apr
28Apr

كيف تتلاشى الملامح؟هذا السؤال الذي ما انفكّ يطاردني في كل لحظاتي العاديّة وغير العادية. أفتقدني.. جدًا.. كما أفتقد نظرات شاردة لروح مسافرة، وشتاء قديم لم يتكرر!تلك الأشياء التي ولو كانت عابرة مجرّدة من أي دهشة إلا أنها حياة أخرى. إنها شيء ما يشبه في سرّه انبعاث روح جديدة، ويشبه في ظاهره ولوج فرحة من سماء منهكة!بعد هذا العمر السريع، أقف حائرًا بصدق الكلمة والمعنى، مفرغ من جميع الأسماء والألقاب، لا أحمل في محفظتي أي صورة لا لماضٍ مات ولا لحاضرٍ مشوّش. كل ما يزعجني أن أنظر فأرى وجهًا لا أعرفه. لا يشبهني، ببساطة لست أنا!كيف تتلاشى الملامح؟هذا السؤال الذي بات عالقًا في جدار ذاكرتي، يدوي مثل صدع في جمجمة الوقت، وينزف مثل شريان مقطوع!كل الأيام التي مضت لم تكن سوى موت على هيئة مفاجأة، وصمت على شكل انعزال. هذه الملامح التي سقطت عنوة على رصيف المخيم - وأنا في طريقي نحوك - لم تزل مفقودة. سرقتها بنايات المدينة وأرصفة الطرقات وأبواب السينما والمقاهي. فمن يُعيد لي وجهي قبل عشر سنوات وأعطيه كل ما أملك، كل شيء .. أي شيء!

إياد عاشور


 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.